إفتتاحية سياسة السخرية لنظام الجبهة الشعبي

إفتتاحية
 سياسة السخرية لنظام الجبهة الشعبية
بتأريخ 1 ديسمبر 2019 نشرت جريدة إرتريا الحديثة تعليقا سياسيا تحت عنوان " أسرار من وثائق الماضي". تناول التعليق ما أسماها محاولة  المخابرات الأمريكية و الإسرائيلية لقلب وتغيير نظام الجبهة الشعبية الديكتاتوري  في إرتريا قبل 8 سنوات أي عام 2011.
شئ يدعو للإستغراب! بعيدا عن موضوع تدخلات المخابرات الأجنبية، فإن نظام الجبهة الشعبية الديكتاتوري نسى نفسه أنه إنقلب على الشعب الإرتري منذ 18 عاما وأضر كثيرا بمصالح شعب و دولة إرتريا  خلال هذه الفترة التي نستطيع أن نسميها سنوات الظلام في تأريخ إرتريا، بسبب ممارسات القمع والإضطهاد التي قام بها النظام ضد الشعب الإرتري والتي لم تتوقف أثار جرائمه السلبية على تدمير الإنسان الإرتري نفسيا وفكريا فقط بل طالت علاقات إرتريا السياسية والدبلوماسية مما أدى إلى عزلة إرتريا دولياً، وإعادت عجلة التنمية الإقتصادية إلى الوراء، وتعطيل برامج إعادة التعمير، و الزراعة، و التجارة، مما أهدر فرص النمو والتتطور لأجيال المستقبل وزاد من عذاب و بؤس حياة الناس، وإن الإرهاب الذي مارسه هذا النظام من إختفاء قسري وإختطاف والتضييق على الشباب  جعل الوطن جحيم لايطاق فإطروا على ترك أحضان أسرهم الدافبئة ليختاروا سبيل الهجرة إلى المجهول  وخير دليل اليوم هو تواجد اللاجيئين الإرتريين في معسكرات اللجوء في الدول المجاورة ، أروبا، أسيا و أمريكا.
حرب الحدود مع إثيوبيا كانت من أهم المواضيع التي ذكرها التعليق السياسي"من أسرار وثائق الماضي"  للنظام الديكتاتوري في إرتريا. بخصوص هذه الحرب وتبعاتها، لم يعترف النظام بمسئوليته عن بدء شرارة الحرب فقط بل حملته المحكمة الدولية المختصة مسئولية دفع التعويضات لخسائر تلك الحرب أمام العالم، هذا أحد الأمثلة لأسراار الأفعال المكشوفة  لنظام الجبهة الشعبية الذي عجزة كشفها للشعب الإرتري.
 فإذا فرضنا سلفا بصحة إدعاءات النظام الديكتاتوري فيما قدمه في محتوي تعليقه السياسي الساخر"أسرار من وثائق الماضي" و التي لم يذكر مصادرها في التعليق، هناك بعض الأسئلة التي تطرح نفسها مثل:- من الذي حرم سكان المدن الإرترية الكبرى والصغرى على حدٍ سواء من إمتلاك مقومات الحياة البسيطة من ماء وكهرباء؟ ومن أمر بإنتزاع الشباب من أهاليهم وإرسالهم إلى معسكر ساوا لتدريبهم والزج بهم في الجيش لأداء الخدمة الإلزامية الغير محدودة؟ من قام بإعتقال مسئولين كبار في الدولة المعروفون بمجموعة ال15 والصحفيين و المعلمين و رجال الدين و الأطفال و النساء دون تمييز و عذبهم في السجون السرية؟ من يقوم بصيد و إختطاف المعارضين السياسيين و المطاليبن بالإصلاحات الديمقراطية من الدول المجاورة وتعذيبهم في أماكن مجهولة؟  حقيقة الجرائم التي يرتكبها النظام بحق الشعب و دولة إرتريا على يد أبنائه أكثر فضاحةً من الحقائق التي يدعيها النظام. 
هذا الأفعال المشينة المذكورة أعلاه هية القليل من الكثيرة التي لا يستطيع نظام الجبهة الشعبية الإجابة عليها، الأيام ستكشف لنا أهداف  كتابة و نشر التعليق السياسي الذي يناقض الواقع " أسرار من وثائق الماضي"  من خلال أساليب سياسة الجبهة الشعبية التي تعتمد على الخداع و القفذ على الحقائق. رغم أننا لا نستطيع الحديث في موضوع لا نعرفه إلا أننا نعلم من خلال ممارسات النظام القمعية ضد شعبنا واسلوبه المخادع أن ما يقال لايستند إلى الحقائق.   
موضوع أجهزة المخابرات المذكورة للدولتين هي ذر الرماد في العيون، جيأ به للتنويه و صرف الأنظار عن جرائم النظام المستمرة،  والديل هو أن هذا النظام كان و مازال يتمتع بعلاقات جيدة مع إسرائيل و أمريكا! ويمكننا في هذا الصدد ذكر بعض الحقائق التأريخية عن علاقة تلك الدولتين مع هذا النظام. فبعد إستقلال إرتريا ، وخاصة عندما تناقلت  وكالات الأنباء العالمية أصداء علاقة النظام مع إسرائيل ، رد في حينها الديكتاتور الذي يشتكي اليوم من التدخل الإسرائيلي قائلاً" إرتريا دولة ذات سيادة ولا يستطيع أحد أن يمنعها من إقامة أي علاقة مع من تريد" مدافعا عن علاقته مع إسرائيل،والتي توطدت بالإمتيازات التي منحت للمواطنين الإسرائيليين للإستثمار في المجالات الزراعية، كما يمكننا ذكر إستثمارات المواطنين الأمريكيين في جزر دهلك التي كانت إمداداً للعلاقات الأمريكية مع النظام. فنلترك جانبا سياسة الإستخفاف التي يمارسها نظام الجبهة الشعبية ولنرى المستوى التي و صلت إليه علاقاته مع الولايات المتحدة الأمريكية خلال الأشهر التي مضت من هذه السنة و التي نمت بشكل مطرد وسريع.
بعد قطيعة دامت 20 عاما، زار إرتريا وفد من الكونجرس الأمريكي يتكون من خمسة أعضاء يضم عضواً واحداً من أصل إرتري في 4مارس 2019.  بتأريخ 7 يوليو 2019 قام وفد من مكتب الضرائب و الجمارك بزيارة لإرتريا. كما زار إرتريا وفدٌ أمريكي أخر بتأريخ 1 أكتوبر 2019 يمثل عدة مكاتب أمريكية برأسة نتالي برون وهية المكاتب التالية:-
الديمقراطية
حقوق الإنسان
العمل
العلاقات الدولية
و كانت تلك الشكاوي و التصريحات المضادة في نفس الفترة التى إلتقت فيها الوفود الأمريكية مع عدد من مسئولين الجبهة الشعبية وهذا يعكس لنا مدى الإستخفاف و السخرية التي يتعامل بها نظام الجبهة الشعبية في سرده لحقائق الأحداث.


المجد والخلود لشهدائنا!!
مكتب الإعلام لتنظيم الوحدة للتغيير الديمقراطي,
5 ديسمبر2019

Leave a Reply

Please log in using one of these methods to post your comment:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.