شعبنا يخرج من صمته

شعبنا يخرج من صمته

الشعب الإرتري الذي يبحث عن السلام و العدالة  خاض نضالاً ضد الإضطهاد و القمع الذي ظل يمارسه بإستمرار نظام الجبهة الشعبية منذُ 28 عاما من حكمه  ومحاولاته للنيل من السيادة الوطنية بدخوله عملية السلام المزعومة مع إثيوبيا دون علم ومشاركة الشعب. هذه الممارسات و غيرها تركت أثاراً تارخية سلبية لا يمكن نسيانها على الشعب الإرتري وخاصة في الأجيال الناشيئة مما جعل الشعب ينتفض لإنهاء  ظاهرة الإنفراد بالقرارات والتلاعب بمصير الشعب و الوطن. اليوم نهض الشعب كاسراً حاجز الصمت مؤكداً على أن الصمت و الخوف لا يصونان سيادة الوطن و إستمرار إستقلاليته و التي تحققت بفضل تضحيات شهدائنا الأبطال. إن أي إتفاقيات أو معاهدات سلام بين الدول يجب أن تأتي لخدمة أغراض السلام، و ضمان نجاحها يعتمد على مرورها عبر القنوات القانونية للدول وذلك بالمشاركة الدستورية للشعوب المعنية . هذا هو موقف ورأي الشعب الإرتري من عملية السلام مع إثيوبيا و كان ذلك بمثابة إنذار لايستطيع النظام الديكتاتوري أن يتحداه.  نظام الجبهة الشعبية الذي تذرع بدواعي أمنية لاوجود لها لتكميم أفواه المواطنين وحرمانهم من حرية التعبير عن الرأي ، قام مع أعوانه بالتضليل و نشر الدعايات المضللة و المعلومات الكاذبة والمشوهة للحقائق عبر شبكات و سائل الإعلام مستفيدا من بعض الفرص و العوامل التي كانت في صالحه.  من خلال هذه الشبكات كان يقوم بتزوير الحقائق عن حياة الشعب التي كانت تتسم بالفقر و البؤس  زاعماً بأن الشعب يعيش حياة كريمة في رخاء و رفاهية  و أمان رغم التدهور المستمر في الحياة العامة و سير البلاد إلى طريق الهاوية. كما يقال لكل بداية نهاية،  فإن نهاية النظام أصبحت وشيكة حيث وصل هذا النظام الديكتاتوري إلى مرحلة لا يستطيع فيها الإستمرار في طريق الضياع الذي سلكه و الذي كان قد فرضه بالخفاء على إرتربا بعيدا عن مشاركة الشعب. إنتهى كل شئ ، لأن للصبر حدود وأن صبر الشعب الإرتري على الصمت وصل إلى الحد الذي لا يقبله ضميره. بعد 28 عاماً من حكم نظام  الجبهة الشعبية الديكتاتوري، وصل أخيراً الشعب الإرتري سواء كان داخل الوطن أو اخارجه،  إلى قناعة تمامة بضرورة عدم السكوت علي ممارسات النظام التي تأخذ مصير و مستقبل الوطن إلى الهاوية.  في موقف وطني  شجاع أكد شعبنا ، من معارضين و مؤيدين النظام على حدٍ سواء بأن مشاركة الشعب في عملية السلام على أساس الدستور مبدأ أساسي لابديل له لأنه يعتبر النهج  االصحيح للحفاظ على مصالح  الشعب والدولة.  ومن أجل الحفاظ على المكتسبات الوطنية التي تحققت بفضل تضحيات شهدائنا ، وحد الشعب الإرتري رأيه و كلمته في تحدي واضح لنظام الجبهة الشعبية الديكتاتوري وكسر حاجز الصمت.  كما أكد الشعب الإرتري على العمل لبناء إرتريا موحدة يسودها حكم القانون والعدالة. في هذه المرحلة المهمة من تأرخنا، بدأ شعبنا يشارك بكامل فيئاته في بناء  العملية الديمقراطية متمسكين بمبدأ قانوني واحد رغم إنتماءاتهم الحزبية و التنظيمية المختلفة. إن حراك روابط القوى الوطنية الديمقراطية المنتشرة في دول المهجر الذي وضع قيود سياسية ودبلوماسية على نظام الجبهة الشعبية دون دعم أي قوى خارجية يعتبر إنجازاً لا يستهان به. ومن المتوقع إنضمام أعداد كبيرة من إرتريين المهجر إلى هذا الحراك المتصاعد. إن محاولة النظام للنيل من السيادة الوطنية أثارت غضب الشعب الإرتري الذي هب منتفضا لوضع حد للإستهتار المستمر من قبل نظام الإستبداد. إن الإستهانة و الإستهتار وعدم تجاوب مع مطالب الشعب في ترسيخ السلام والعدالة جعلت الشعب يتحرك ليقف متحدياً في وجه زمرة هذا النظام بعد أن نفد صبره الطويل مؤكداً بأنها سوف لن تحدد مصير الشعب و الوطن وبأن الشعب الإرتري على إستعدادٍ لحل قضاياه بنفسه.   روح التعاون و التكاتف التي إكتسبناها من تأريخ نضالاتنا السابقة الغنية بالتجارب والمواقف البطولية كانت دافعا لخروج الشعب من صمته مطالبا بإحترام حقوق المواطن الدستورية. لذا إن ضرورة المرحلة تحتم على كل إرتري الخروج من صمته ليس من أجل المطالبة بإحترام حقوقه الدستورية فقط بل أن تكون تلك الحقوق الأساس للعيش بسلام وئام. 
المجد و الخلود لشهدائنا الأبرار
مكتب الإعلام لتنظيم الوحدة للتغيير الديمقراطي
22 نوفبر 2019

Leave a Reply

Please log in using one of these methods to post your comment:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.