إبقاء الشمعة مضيئة

إفتتاحية
إبقاء الشمعة مضيئة
يعرب تنظيم الوحدة للتغيير الديمقراطي عن إرتياحه بالبيان المشترك الذي أصدرته القوى السياسية الإرترية ويؤكد على مواصلة النضال لتحقيق الأهداف النبيلة التي يتطلع إليها شعبنا المناضل ويأمل أن يعجل هذا التقارب و التعاون بين هذه القوى بإصطفاف كل الطاقات الوطنية ًحول هدف إسقاط النظام الديكتوري. ويرى أن إتفاق القوى السياسية هو خطوة إجابية في الإتجاه الصحيح وبشرى سارة للشعب الإرتري الذي يرغب بشدة في توحيد صف هذه القوى الوطنية لتلعب دورها الطليعي في النضال الذي يخوضه الشعب الإرتري لإسقاط النظام الديكتاتوري و الوفاء بعهد الشهداء الذي يتمثل في بناء دولة القانون والعدالة. في هذا الأيام التأريخية التي نحي فيها ذكرى شهدئنا الأبطال الذين تعيش ذكراهم الأبدية في قلوبنا وسوف تبقى هكذا مابقينا وبقى الوطن الذي يرقض في أحشاء كل شبر فيه بطل من هؤلاء الأبطال.
إن ذكرى الشهداء ليس مجرد يوم نتذكر فيه تضحيات كفاحنا المسلح أوعملياتنا الفدائية ولا يوم حزن نعبر فيه عن حزننا بإلقاء الأشعار أو كتابة مقالات بكلمات رنانة فقط بل هو يوم نجدد فيه العهد لشهدائنا وذلك بمحاسبة أنفسنا وتقييم أوضاعنا الراهنة للقيام بواجبنا بالمشاركة في النضال ضد نظام الإستبداد الذي ينتهك الحقوق الإنسانية الأساسية لشعبنا أمام إستنكار المجتمع الدولي بأسره. إن ذكرى يوم الشهداء هي ناقوص ينبهنا بقصورنا وإخفاقاتنا في تحقيق حلم شهدئنا في إقامة حكم رشيد يرفع الظلم عن شعبنا ويستعيد له كرامته وذالك بتوفير الأمن والسلام والعيش الكريم له.
وفي ذكرى الشهداء لهذا العام 2020، كانت مشاركة الشعب الإرتري مميزة عن الإعوام السابقة، إذ شارك الشعب بكل أطيافه من شباب و طلاب و نساء وكبار السن في خطوة تأكد إصرار الشعب الإرتري على مواصلة النضال حتي تتحقق الأهداف التي سقط من أجلها شهدائنا الأبطال. ولأن قضية إرتريا هي قضية شعب ووطن لا يحتاج الشعب التذكير للقيام بواجباته الوطنية بعد أن جدد العهد لشهدائه.
إن لإضاءة الشموع معاني كثيرة تختلف بإختلاف مكانها ومناسباتها في المجتمعات حول العالم وليس تقليد في أوساط الإرتريين فقط . تضاء الشموع عند ولادة طفل أو للإحتفال بعيد ميلاد ما وفي الأعراس أو لذكرى إنسان فارقنا بالموت. التعبير عن المشاعر بإضاة الشموع ليس تقليداً مرتبط بذكرى الموتى فقط بل أيضاً مرتبط بحياة الإنسان للتعبير عن النهضة، و القوى، و العمل، وطول العمر والصحة كما يعبر عن قوة وعز و إحترام الناس. ولذا إن تقليد إضاءة الشمع في يوم ذكرى شهدائنا هو تعبير حقيقي صادق نابع عن معزة ومحبة الشعب الإرتري لشهدائه
الشموع ليس أخر ما يضاء لذكرى لشهيد ضحى بكل بطولة بحياته من أجل وطنه. إن الضوء الذي مصدره الشمعة المحترقة هو مصدر طاقة وقوة يشير إلى أن للشهيد حياة مستمرة، وأن تأريخه يظل يعيد نفسه عندما يقوم الأباء والأبناء و الأقارب بحمل الراية لمواصلة المسيرة حتى تتحقق الأهداف التي سقط في سبيلها الشهداء. ولهذا تقام الإحتفالات بذكرى يوم الشهيد تخليدأً لذكرى أرواح الشهداء.
ليس من الحكمة أن نضيئء الشموع ثم ننسى كل شئ وننصرف لأشياء أخرى بعد أن تحترق تلك الشموع، بالحكمة في أن تبقى الشمعة مضيئة. لذا يحرص شعبنا المناضل أن يحي يوم ذكرى شهدائه بأساليب مختلفة التي تليق بمكانة ومعنى الإستشهاد.
في هذه المراحلة الحاسمة من تأريخ نضالات شعبنا يتطلب منا تجميع كل طقاتنا وقوانا لدعم الإتفاق الأخير بين القوى السياسية الإرترية المختلفة وحراك كفاية لتصعيد النضال ضد النظام و لتبقى الشمعة مضيءة بإستمرار.
المجد و الخلود لشهدائنا الأبرار
مكتب الإعلام لتنظيم الوحدة للتغيير الديمقراطي
.
26 يونيو 2020
You must be logged in to post a comment.