تصريح صادر عن الإجتماع الطاريء للمجلس المركزي لتنظيم الوحدة من أجل التغيير الديمقراطي

تصريح صادر عن الإجتماع الطاريء للمجلس المركزي لتنظيم الوحدة من أجل التغيير الديمقراطي

أيها الشعب الإرتري المناضل

من المعروف والطبيعي أن أي دولة في هذا العالم تتأثر وتؤثر سلبًا أو إيجابًا من أي تطور يحدث في داخلها أو في جوارها، ولا يمكنها البتة، أن تسلم من انعكاسات ذلك. عليه فإن الحرب الداخلية التي اندلعت في الجارة إثيوبيا قد تركت ظلالها الفورية السالبة والملاحظة على كل دول الجوار وبخاصة بلادنا.

بينما كانت رغبة الشعب الإرتري وتوقه خلال العامين المنصرمين تتركزان في أنْ تُحلَ الخلافات التي طرأتْ بين الحكومة الفيدرالية وإقليم تغراي بأسلوبٍ سلميٍ وديمقراطي، فإن إسياس أفورقي ودون أن يكون مباليًا بأي تبعات خطيرة قد تنعكس على شعبنا ووطننا، ومنطلقًا فقط من أحقاده الشخصية، بذل كل الوسائل والأساليب ليصل الفرقاء الإثيوبون لحالة المواجهات التي تعيشها بلادهم الآن.  وبالنتيجة وكما رمى إليه وعمل من أجل تحقيقه بخبث،خلال العقدين الأخرين، وصلت الأمور إلى ما نتابعه ونراه من وضع غاية في الخطورة.

لم يكتف إسياس أفورقي منذ الوهلة الأولى، بنفخ نار الحرب الداخلية في إثيوبيا وإشعالها، بل وقد لعب دورًا نشطًا للتخطيط لها وتنفيذها سواء قبل اندلاعها أو بعده حيث قدم كل التسهيلات اللازمة لذلك. ولم ينحصر دوره في خلق الفتنة بين الأطراف الإثيوبية، بل عمل على إشراك الجيش الإرتري بطريق مباشر أو غير مباشر في جبهات القتال الممتدة من ألاماطا في الشرق وصولًا إلى الحمرا في الغرب. ولم يتوقف الأمر إلى ذلك الحد، بل وبهدف تعكير علاقة الشعب الإرتري مع شعب إقليم تغراي ودق الأسفين فيما بينهما، وذلك تطبيقًا لمقولة من بعدي الطوفان والمنطلقة من الحقد المضمر، تعرضت بلدات الإقليم وقراه التي تم غزوها لعمليات سلبٍ ونهب.

وإنْ كانْ قد قيلَ من قبل الحكومة الفيدرالية، إن مبرر انفجار الحرب كان استيلاء إقليم تقراي على القاعدة الشمالية للجيش الإثيوبي، إلَّا أنَّ ذلك الزعم هو بعيدٌ عن الحقيقة. فقبل ذلك التصريح، كان الجيش الإثيوبي ينتقل إلى إرتريا. ولم يكن لذلك الانتقال هدفٌ آخر غير محاصرة إقليم تغراي. صحيح لا نرغب نحن الإرتريين ولا يجوز لنا أنْ نتدخل بين الأطراف الإثيوبية ونتبنى موقفًا منحازًا لأحدهم في حالة بروز أي نوع من الخلافات فيما بينهم. ولكن الحقيقةَ غير ذلك، فقد تم من قبل إسياس القيام بتقديم كل ما يلزم من ضروريات، وبمرأى من العالم، لبدء الحرب ضد إقليم تغراي. ولا يمكن، بأي حال من الأحوال، التملص والهروب من تلك الحقيقة.

ومادام جرتْ الاستعدادات الإرترية – الإثيوبية المشتركة للحرب، على ذلك النحو: وبالتالي فإنَّ مسألة تقدير ما كان يجرى في الأقاليم الإثيوبية المجاورة لتغراي لهو أمرٌ سهل تقديره وفهمه، وما كان يتردد في وسائل الإعلام من أخبار ومعلومات تتعلق بمجريات الواقع هناك هي أيضًا كثيرة ومتوفرة تؤكد تلك الحقيقة.

وكنتيجة لتلك الاستعدادات التي تم إيرادها فيما سبق من أسطر: فإنَّ الحكومة الإرترية قد لعبت دورًا كبيرًا لإدخال تغراي في حصار عسكري. فالمطارات الإرترية قدمت خدمات للجيش والأسلحة والإمدادات وتسهيلات لوجستية أخرى لكونها أضحت مراكز منها ينطلق ويتوزع الجيش الإثيوبي إلى جبهات القتال. وهكذا فقد اشتركت قوات الدفاع الإرترية وبمختلف الدرجات في العمليات العسكرية التي قام بها الجيش الإثيوبي المتواجد في الأراضي الإرترية والتي كانت موجهة ضد إقليم تغراي. وكانت إحدى تبعات تلك المشاركة أن أضحى الشعب الإرتري عامةً، وخاصةً المناطق التي تقع بالقرب من ساحة المعركة وكذلك مطار أسمرا، أهدافًا لضربات المدفعية والصواريخ بعيدة المدى المنطلقة من تغراي. وإنها بحق عمليات تثير القلق البالغ لما تتركه من آثار في  عقول الشعبين الإرتري والتغراوي ولأمد طويل. وإنَّ الشعب الإرتري أصبح يتحمل وزر جريمة اغترفها النظام الديكتاتوري في البلاد.

ومتناسيًا، الديكتاتور إسياس أنه قد ظل لأكثر من عشرين عامًا لم يحرك ساكنًا، ليتحرك الآن فجأة، مضحيًا بقوات الدفاع الإرترية وجاعلًا من حملة الجيش الإثيوبي ضد إقليم تغراي درعًا واقيًا، ليفاخر باستعادة الأراضي الإرترية وأنْ يقدمَ في النهاية نفسه بطلًا همامًا. وكأنَّه لا يكفي ما يلحق بالشعب الإرتري من دمار اقتصادي وإذلال سياسي جراء هذه الحرب، فهناك المئات والآلاف من أفراد قوات الدفاع الإرترية يموتون ويصابون بإعاقات في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل. وسوف لا يتوقف الأمر عند ذلك الحد، بل نتيجة هذه الحرب ستكون هناك أعداد كبيرة من الأيتام والثكلى والأسر التي فقدت الآلاف من أبنائها.

في الختام:

الشعب الإرتري للتخلص من مصائب الجيوش الأجنبية والتحرر منها وللحيلولة دون أن يكون ضحيةً لها،على الجيش الإثيوبي الانسحاب من إرتريا،

لكي تتوقف عربدة إسياس وحتى تتمكن من حماية نفسها وشعبها ووطنها، على قوات الدفاع الإرترية أنْ تنسحب وبقرارها وإرادتها من الحرب الداخلية الإثيوبية التي لا تعنيها،

على كل الأطراف المشتركة في الحرب، الإحجام عن توجيه المدافع والصواريخ البعيدة المدى والأسلحة الثقيلة صوب المدنيين أو الأهداف العسكرية الغير المؤكدة والمناطق التي يقطنها المدنيون،

لأنَّ في تحقق السلام والوحدة والاستقرار لإثيوبيا وشعوبها، دورًا كبيرًا في ضمان أمن واستقرار القرن الإفريقي، على الأطراف السياسية الإثيوبية المنخرطة في المواجهات العسكرية أنْ تحل مشاكلها عبر الحوار. عليه فإنَّ الشعب والحكومة الإثيوبية بشكل خاص، ومعهما المجتمع الدولي مطالبون بضرورة اتخاذ خطوة وقرار سريع لإيقاف الاقتتال ودرء مخاطر توسعه، على نحو يهدد الأمن والسلم العالميين.

المجد لشعبنا المناضل

صادر عن الإجتماع الطاريء للمجلس المركزي

تنظيم الوحدة من أجل التغيير الديمقراطي

23 نوفمبر 2020

Leave a Reply

Please log in using one of these methods to post your comment:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.